بسم الله الرحمن الرحيم
عناد الزوجة وتصلب رأيها شكوى يعاني منها بعض الأزواج مما يدفع بالحياة الزوجية ـ في كثير من الأحيان ـ إلى طريق شائك . تُرى لماذا تلجأ بعض الزوجات إلى العناد هل تستمد منه قوتها أم هو تجسيد لضعفها ودلالها ؟!
يقول علماء النفس : إن العناد صفة موجودة في الرجل والمرأة لكنه أكثر وضوحاً عند المرأة ، فهو السلاح الوحيد الذي تدافع به عن نفسها أمام قوة الرجل واستبداده بالرأي أحياناً . ولأنها مخلوق ضعيف لا يقوى على الصراع " الخشن " تلجأ إلى الرفض السلبي لما تراه لا يتوافق مع أسلوبها ومشاعرها فيترجمه الزوج على أنه عناد وتبدأ المشاكل .
ويرى البعض أن عناد المرأة أخطر أسرار جاذبيتها ، وتستخدمه بدرجات متفاوتة لإثبات وجودها أو لتلفت النظر إليها . والرجال يحبون عناد المرأة الممزوج بالدلال فقط .
· أسباب شتى :
يقول التربويون : إن عناد الزوجة قد يكون طبعاً يصل بجذوره إلى مراحل حياتها الأولى نتيجة تربية خاطئة ، فالطفلة قد تتشبث برأيها فيبتسم الوالدان وينفذان ما تريد ، ثم يتطور الأمر إلى أن تصبح شابة ليتحول بعد ذلك إلى سلوك يومي يرافقها في زواجها ويمثل نوعاً من التمرد .
وقد يكون العناد تقليدا للأم ــ ، فالمرأة التي نشأت وترعرعت في بيت تتحكم فيه الأم وتسيّر دفته، تحاول أن تحذو نفس الحذو في بيتها ومع زوجها، بل وربما تختار زوجا ضعيف الشخصية حتى يتحقق لها ما تريد .
كما أن الشعور بالنقص من أهم العوامل المؤدية للعناد ، وقد يكون هذا الشعور لدى المرأة قبل الزواج نتيجة المعاملة الأسرية التي لا تتسم بالاحترام والتقدير وبث الثقة في النفس ، وقد يكون وليد ظروف الزواج ، فالمعاملة القاسية للزوجة وعدم تقديرها واحترامها قد يدعم ذلك الشعور لديها فتلجأ للعناد للتغلب على هذا الإحساس.
وقد يأتي العناد من قبل الزوجة لعدم التكيف مع الزوج والشعور باختلاف الطباع ، فيكون العناد صورة من صور التعبير عن رفض الزوجة سلوك زوجها، وكذا تعبير عن عدم انسجامها معه في حياتهما الزوجية.
ومن ناحية أخرى فإن تسلط الزوج وعدم استشارته للزوجة وتحقير رأيها أحياناً والاستهزاء بها قد يدفعها في طريق العناد ، فهناك بعض الأزواج لديهم أفكار خاطئة عن فساد رأي المرأة وأن مشورتها تجلب خراب البيوت ، وهذه الأفكار فوق أنها حمقاء فهي بعيدة عن هدي الإسلام الحنيف.
وتكفينا هنا الإشارة إلى أن مشورة امرأة مسلمة كانت سبباً في نجاة المسلمين جميعاً من فتنة معصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ألا وهي أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها في قصة الحديبية.. حينما أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم بالحلق والذبح .. فلما فعل ذلك قام المسلمون وجعل بعضهم يحلق بعضاً..
· للزوج دور :
يتم علاج عناد الزوجة أولاً بتجنب الأسباب المؤدية للعناد ، وإذا كان العناد طبعا فيها فليصبر الزوج ويحاول فدر المستطاع تجنب مواطن النزاع حتى تتخلص من هذه الصفة .
ولتقليص العناد وتذويبه لدى الزوجة ينصح أساتذة الطب النفسي الزوج بالآتي:
- أن يمنح الزوجة مزيدا من الحب والاهتمام والتقدير والاحترام .
- أن يتصرف بذكاء وهدوء عند عناد الزوجة ويحاول امتصاص غضبها وتأجيل موضوع النقاش إلى وقت مناسب يسهل فيه إقناعها إذا كانت مخطئة .
- التعود على أسلوب الحوار واحترام الرأي الآخر ونسيان المواقف السلبية السابقة والتعامل بروح التسامح ، والتنازلات مطلوبة بين الزوجين حتى تسير الحياة في أمان واستقرار .
- هناك جانب إيجابي في عناد الزوجة حيث تدفع الزوج للعمل والنشاط والتفوق والبحث عن مجالات جديدة لزيادة الدخل .
- أحيانا يكون العناد رغبة من الزوجة في السيطرة مما يتعارض مع رغبة الزوج ، وفي هذه الحالة عليه توضيح الأمور لها قبل أن تستحيل الحياة بينهما ويتحول منزل الزوجية إلى حلبة صراع .
- لا تظهرا صراعكما أمام الأبناء ولا تحاولا إشعارهم بأي خلل أسري ، أيضاً لا تناقشا مشاكلكما أمام الأقارب والأهل مما قد يزيد من حدة التوتر والخلاف .
· همسة في أذن الزوجة العنيدة ..
اعلمي أنك بعنادك قد تهدمين بيتك ، فالزوج قد ينفذ صبره ويركب رأسه وتجنين من وراء عنادك ما تكرهين، ثم إن عناد زوجك وعدم طاعته لا يقره شرع ولا دين ولا عُرف، فقد جعل الله سبحانه وتعالى للرجل القوامة على المرأة، وفرض عليها طاعته ، قال صلى الله عليه وسلم : (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها – زوجها – دخلت من أي أبواب الجنة شاءت) .
وعن حصين بن محصن أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة ففرغت من حاجتها ، فقال لها: أذات زوج أنت ؟ قالت: نعم ، قال: كيف أنت له؟ قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، قال: فانظري أين أنت منه؛ فإنه جنتك ونارك.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو كنت آمراً بشراً أن يسجد لبشر، لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها، والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها)
ولست أدري ماذا يضير المرأة إن هي أطاعت زوجها ونفذت رغبته ؟! أتظن أن في ذلك انتقاصاً من قدرها ؟! كلا والله.. فما كانت الطاعة يوماً انتقاصاً من قدر الإنسان، فقد شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن تسير الحياة وفق قوانين ونواميس ونظم ، فلابد من رئيس ومرؤوس وتابع ومتبوع، فالزوج رئيس الأسرة ولا يعني هذا تسلطه أو تجبره أو ظلمه للمرأة، ولكن يعني أنه موجه لدفة الأسرة، ومتحمل للتبعات والمسؤوليات، واعلمي أن طاعتك لزوجك تنعكس آثارها عليك بحب زوجك وإجلالك وعلو قدرك عنده ، ثم رضا الله عز وجل عنك وهو خير ما يكسب المرء في الدنيا.
منقول